سلسلة ليس من عند الله ولكن من عند البشر: المقالة التاسعة
#تحريف الفاصلة_اليوحناوية “Johannine Comma” …
– من المعلوم أن نص الفاصلة اليوحناوية هو أفضل شاهد لعقيدة الثالوث في الكتاب المقدس كاملاً , ولا يوجد نص واحد آخر يوضح عقيدة الثالوث كما في نص الفاصلة الذى ورد فى 1يوحنا 5 : 7
” الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ”
،
النص باليونانية
(GNT of the Greek Orthodox Church)
7 ὅτι τρεῖς εἰσιν οἱ μαρτυροῦντες (( ἐν τῷ οὐρανῷ, ὁ Πατήρ, ὁ Λόγος και τὸ ῞Αγιον Πνεύμα, καὶ οὗτοι οι τρεῖς ἕν εἰσιν 8 καὶ τρεῖς εἰσιν οι μαρτυροῦντες ἐν τῇ γῇ,)) τὸ Πνεῦμα καὶ τὸ ὕδωρ καὶ τὸ αἷμα, καὶ οἱ τρεῖς εἰς τὸ ἕν εἰσιν.
؛
هذه الفقرة كانت ولا زالت هى المفضلة لدى اللاهوتيين النصارى لفترة طويلة ؛ حيث إنها الفقرة الوحيدة في الكتاب المقدس بأكمله التي تشير بوضوح إلى عقيدة الثالوث ، أي ثلاثة أقانيم بطبيعة إلهية ، إلا أن الثلاثة جميعًا يشكلون إلهًا واحدًا فقط !!
….؛
– ولكن بعد البحث تبيّن أن هذا النص ليس له أصل يونانى ، فهو غير موجود في أقدم وأفضل المخطوطات اليونانية وأول ظهور يونانى له كان في القرن الخامس عشر مترجما من تعليق هامشى على مخطوطات لاتينية !
– يقول بروس ميتزجر _ بارت إيرمان فى كتاب
THE TEXT OF THE NEW TESTAMENT Its Transmission, Corruption, and Restoration FOURTH EDITION
Page ,88
” المخطوطه ٦١ وهي مخطوطه للعهد الجديد بالكامل ترجع لبداية القرن السادس عشر … تعتبر أول مخطوطة يونانيه مكتشفه تحتوي على العبارة المتعلقه بالشهود السماوية الثلاثة ( يوحنا الأولى ٥.:٧_٨). وعلى أساس هذا الشاهد الوحيد المتأخر ، تم حث إيرازموس على إدخال هذا المقطع الزائف بالتأكيد في نص رسالة يوحنا الأولى . هذه المخطوطه الطازجه والنظيفه بشكل ملحوظ بجميع نواحيها ( باستثناء الصفحتين المحتويتان على يوحنا الأولى اصحاح ٥ المتسختان بسبب الفحص المتكرر) تعطي كل وضوح بكونها أُنتجت صراحةً لإسكات إيرازموس ”
،
إذا فقد قاموا بعمل مخطوطة خصيصا لاقناع ايرازموس باضافة هذا النص الدخيل إلى متن نسخته من الكتاب المقدس ؛ لتدعيم الفكر اللاهوتى ( دائرة المعارف الكتابية ج3 ص295 ) !!
….؛
– وبمراجعة المخطوطات القديمة ؛ نجد أن صيغة التثليث غير موجودة فى أقدم وأفضل مخطوطات العهد الجديد اليونانية …
ليست موجودة فى א – المخطوطة السينائية – (القرن الرابع) ، ولا فى A – المخطوطة السكندرية – (القرن الخامس) ، ولا فى B – المخطوطة الفاتيكانية – (القرن الرابع) …
وغير موجودة فى مئات المخطوطات التى تعود للقرن الرابع وما بعده حتى القرن الرابع عشر !
جميعها ورد النص فيها بالقراءة القصيرة … وكان كالتالى :
( 7 Ὅτι τρεῖς εἰσιν οἱ μαρτυροῦντες• 8 τὸ Πνεῦμα καὶ τὸ ὕδωρ καὶ τὸ αἷμα, καὶ οἱ τρεῖς εἰς τὸ ἕν εἰσιν. )
( والَّذينَ يَشهَدونَ ثلاثة: 8 الرُّوحُ والماءُ والدَّم وهؤُلاءِ الثَّلاثةُ مُتَّفِقون )
بدون ذكر للشهود الثلاثة …. اطلااااقا !
،
– ولذا يقول الدكتور وليم كيلي: هذا النص تم اضافته من بعض الجهال وأن وضع النص يثبت جهالة واضعه ومحرفه لأن السماء لا تحتاج إلى شهادة أرضية …
كما يقول أن النص أيضاً غير موجود في المخطوطات القديمة المعول عليها مما يدل على إضافته وتحريف ووضعه داخل الكتاب عن طريق القصد .
=
* وحيث أن النص غير أصيل لا بالأقدمية ولا بالأغلبية ؛ وجدنا جميع النسخ اليونانية النقدية حذفت نص الفاصلة بلا جدال ولا نقاش .
فالنص محذوف من نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، ومن نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، ومن نسخة اليو بى اس UBS ، ومن نسخة Samuel صموئيل تريجلليز Tregelles .. وغيرها من النسخ النقدية التى اعتمدت على أقدم وأفضل نخطوطات العهد الجديد …
فكان النص فيها خاليا من الفاصلة اليوحناوية .. تماما .. وظهر بصورته القصيرة بإجماع النسخ النقدية .
Novum Testamentum Graece : Nestle-Aland 27
7 ὅτι τρεῖς εἰσιν οἱ μαρτυροῦντες , 8 τὸ πνεῦμα καὶ τὸ ὕδωρ καὶ τὸ αἷμα, καὶ οἱ τρεῖς εἰς τὸ ἕν εἰσιν.
( والَّذينَ يَشهَدونَ ثلاثة: 8 الرُّوحُ والماءُ والدَّم وهؤُلاءِ الثَّلاثةُ مُتَّفِقون )
أيضا بدون ذكر للشهود الثلاثة … اطلاااقا ؛ وبالإجماع !
– يقول Philip Comfort فى كتابه New Testament Text and Translation Commentary ص785
” يوحنا لم يكتب أبداً هذه الكلمات ”
– ويقول بروس متزجرMetzger, B. M فى كتابه A textual commentary on the Greek New Testament فى تعليقه على النص :
” كون هذه الكلمات كاذبة وليس لها الحق فى الوجود فى العهد الجديد أمر مؤكد ”
== ؛
* وبناءا على ما سبق من عدم وجود هذا النص فى أقدم مخطوطات الكتاب المقدس ، وحذفه من جميع النسخ النقدية للكتاب المقدس …
كان من الطبيعى أن يتم حذفه من جميع النسخ والتراجم العربية والإنجليزية على حد سواء !
إلا نسخة الفاندايك العربية والملك جيمس الإنجليزية … التى اعتمدت فى ترجمتها على النص المستلم … أردأ أنواع النصوص التى تم ترجمتها من مخطوطات متأخرة من قبل ايرازموس !
وبالرغم من وجود النص في نسخة الملك جيمس ؛ إلا أنه حُذف من النسخة المنقحة الحديثة بدعوى أنه تدليس و تلفيق !!
لم يحذفها علماء المسلمين و لا اليهود ، و لا الهندوس .. و لكن من حذفها هم 32 عالم نقد نصى من أبرز علماء النصرانية قدراً بمساندة 50 من مشرفي الهيئات العليا النصرانية بعد أن وجدوا أن النص محرف ، و من ثم حذفوه .
…؛
* ويقول علماء النقد النصى أن دخول الفاصلة اليوحناوية إلى نص العهد الجديد وانتشارها عالمياً كان عن طريق نسخة إيرازموس اليونانية , ولكن ليست في إصدارها الأول أو حتى الثاني , ولكن الفاصلة دخلت إلى نسخة إيرازموس في إصدارها الثالث وليس قبلها !
،
– وكما تقول دائرة المعارف الكتابية أن النساخ وضعوها لتدعيم فكر لاهوتى !!
هذه النسخة اليونانية – نسخة ايرازموس – كانت حجر الأساس لجميع الترجمات التقليدية مثل ترجمة الملك جيمس الإنجليزية وترجمة سميث وفاندايك العربية .
والخلاصة … الفاصلة اليوحناوية :
– غير موجودة فى أهم مخطوطات الكتاب المقدس وليس لها أصل يونانى
– غير موجودة في أغلب الترجمات العربية والإنجليزية
– غير موجودة في جميع الترجمات اليونانية ( النقدية ) .
– أدخلها ناسخ لتدعيم عقيدة لا يوجد عليها دليل فى الكتاب المقدس .
،
و هذه الأدلة والشواهد التى نعتبرها كمسلمين دليل واضح وصارخ على تحريف النصارى لكتابهم المقدس لتدعيم عقيدة وثنية لا يوجد عليها دليل كتابى واضح وصريح ؛ أصبحت محل إجماع من علماء النقد النصى ومن الدارسين المنصفين .
– لدرجة أن عالم اللاهوت /جيمس وايت ، قالها صريحة :
” أى شخص يدافع عن ادخال الفاصلة هو بالنسبة لى خارج دائرة البحث العلمى الجاد ”
فالبحث العلمى الجاد سيؤدى إلى نتيجة حتمية ألا وهى ” اثبات تحريف الكتاب المقدس…
فهل هذا من عند الله أم من عند البشر؟
أدلة المخطوطات والمراجع على التحريف