الاختلافات النصية ومصطلح “وحدة الاختلاف النصي”:
إن الافتراض الشائع أو السطحي هو أن أي قراءة نصية تختلف بأي شكل من الأشكال عن أي قراءة أخرى في نفس الوحدة من النص هي “اختلاف نصي” ، ولكن هذا التعريف التبسيطي لن يفي بالغرض. ففي الواقع ، في “النقد النصي” للعهد الجديد ، يطلق على أي اختلاف مصطلح “قراءة أو قراءة مخالفة”، لكن مصطلح “اختلاف نصي” شيء آخر. “إيب و فيي ص 48”
“الاختلاف النصي” “variant”:
ويعني حقًا -ويجب أن يعني – اختلافا نصيا “مهما” أو “ذا مغزى” والمقصود بالاختلاف “المهم” هو ما كان مهما في الأغراض الأساسية للنقد النصي وهي (استعادة النص الأصلي، تتبع تاريخ النص، وتحديد علاقات المخطوطات) ويستبعد من المصطلح ما يعرف بالاختلاف “الغير المهم” الذي هو فقط مجرد قراءة أخرى للنص في عرف النقد النصي، وبشكل مبسط “الاختلاف النصي” هو كل ما هو ليس “اختلافا غير مهم” كما سيأتي لاحقا. “إيب و فيي ص 48”
“وحدة الاختلاف” “variation unit”:
“وحدة الاختلاف” هي: “تلك الفقرة أو ذلك المقطع، الذي يشكل تركيبة نحوية طبيعية ومناسبة، من العهد الجديد اليوناني حين لا تتوافق المخطوطات على ماهية النص اليوناني،
(1) حيث تقدم مخطوطاتنا اليونانية قراءاتين مختلفتين على الأقل و
(2) بحيث تحظى كل قراءة مختلفة بدعم من مخطوطتين على الأقل و
(3) يكون قد تم استبعاد كل القراءات “غير المهمة” منه.
وكل الإختلاف مهم لكي يكون “إختلافا نصيا” يجب أن يكون عضوًا في “وحدة إختلاف”، ذلك الكيان الذي يدخل اثنين أو أكثر من الإختلافات في مواجهة مباشرة، وبالتالي فهو يشكل المعامل الأساسي والضروري في منظومة النقد النصي. “إيب و فيي ص 62”
“القراءة” ” Reading”
مصطلح “قراءة” هو مصطلح عام يعيّن اختلافًا في النص أو صياغة نصية مختلفة ويشير إلى أي إختلاف في النص في مقطع أو جزء من النص في مخطوطة ما مقارنةً بنفس مقطع النص في أي مخطوطة أخرى. لذلك، قد يدل مصطلح “قراءة” على أي نوع من الخلاف النصي، سواء تم تصنيفه لاحقًا كـ “اختلاف نصي” أو “قراءة غير مهمة” “إيب وفيي ص 57”
أنواع القراءات غير المهمة “non-significant reading”:
كلمة “غير مهمة” تعني غير مناسبة أو غير كافية أو غير حاسمة لتلك المهام الرئيسية للنقد النصي، ولكنها لا تعني أنها غير هامة بأي معنى مطلق ونهائي. قد تكون كلا من القراءات “المهمة” و “غير المهمة” -أي جميع القراءات -مفيدة لفهم طبيعة وخصائص مخطوطة معينة أوناسخ معين أو نسخة معينة من تلك المخطوطة. ويمكن تقسيم “القراءات غير المهمة” إلى أربعة فئات، وأي قراءة يتم تحديدها على أنها تنتمي إلى واحد أو آخر من هذه الفئات، يجب حذفها من البيانات المستخدمة في المهام الرئيسية للنقد النصي للعهد الجديد،
أولاً، “القراءة الغير مفهومة“: Nonsense Reading ”
تلك القراءة المختلفة التي لا معنى لها، و / أو لا يمكن العثور عليها في المعجم، و / غير موافقة لقواعد اللغة اليونانية.” لأنه من غير المرجح أن المؤلف أو الناسخ كتب كلاما لا معنى له، إلا كخطأ.
ثانيا: أخطاء النساخ الواضحة والقابلة للإثبات: وتشمل:
- “القراءة المنزوعة” من مكانها: Dislocated Reading“، وهي مصطلح للحذف غير المقصود لفقرة (haplography) أو التكرار غير المقصود لفقرة (dittography) بسبب كلمات متماثلة أو متطابقة في سياق واحد، فتنتقل عين الناسخ من الكلمة الأولى للكلمة الثانية المماثلة لها أو العكس دون أن يدري، مما يؤدي إلى حذف أو تكرار النص بين الكلمتين المتماثلتين.
- أخطاء الأذن، والتي تتضمن التغيير من حرف واحد أو كلمة إلى حرف أو كلمة صوتية مشابهة، لأن مثل هذه القراءات يمكن تحديدها في كثير من الأحيان كأخطاء واضحة،
- تبديل الحروف داخل كلمة أو تغييرات في تسلسل الكلمات خاصة إذا أنتج هذا الخطأ كلمات بلا معنى.
- وحالات التجنيس مع سياقات مماثلة لاشتباهها على الناسخ فيتم الاستبدال للمواءمة بين السياقين، وقد يكون ذلك ناتج عن الاعتماد على الذاكرة أو السهو والخلط أثناء النسخ.
ثالثا: . الإختلاف الهجائي Orthographic Difference.
مجرد الاختلافات الإملائية، خاصةً نقل الحروف أو زيادتها كتبديل مكان حرف العلة أو وضع حرف لمنع التقاء الساكنين (وكذلك الاختصارات) هي “غير مهمة” في أغراض النقد النصي (لكن مفيدة في تتبع أصل المخطوطة وخصائص النساخ)، ولكن يستثنى الاختلافات في تهجئة الأسماء الصحيحة للأشخاص أو الأماكن فإن لها أهمية في النقد النصي والتاريخي.
رابعا: “القراءة الفردية”: Singular Reading،
والتي سيكون بعضها غير منطقي nonsense أو قد تكون منزوعة Dislocated (كما سبق)، في حين أن البعض الآخر سيكون له معنى؛ مع ذلك، يقف كل منهم بمفرده في تقليد المخطوطات اليونانية (المعروفة)، لأن القراءة الفردية عبارة عن اختلاف في النص داخل وحدة الاختلاف والذي تدعمه مخطوطة يونانية واحدة ولكن ليس لديه دعم (معروف) آخر في التقليد اليوناني. وهذه القراءات الفردية استبعدت من الأغراض الأساسية للنقد النصي باعتبارها غير مهمة في تعيين النص الأصلي أو انتقال النص أو علاقات المخطوطات، حيث الاحتمال الأكبر هو أنه لا توجد قراءة أصلية نجت فقط في قراءة فردية، ولكن لها فوائد أخرى مثل استخدامها في تمييز أنماط النساخ، وأغراضهم، وخصائصهم، في الدراسات الحديثة والقديمة.
وهناك ما يعرف عند بعض العلماء بـ “القراءة دون الفردية”: “sub-singular” وهي تلك التي لها “دعم ثانوي فقط “، أي أنها غير مدعومة بمخطوطة أخرى يونانية لكنها مدعومة بمخطوطات أدنى شأنا من اليونانية”، مثل الترجمات (كاللاتينية والسريانية)، أو الإقتباسات الأبائية، أو مجموعات من المستندات الوثائقية من هذه الأنواع، وهذه لا تستخدم في النقد النصي إلا مع “النص الغربي” لأنه في عصره لم تكن الكتابة باليونانية منتشرة كما كانت من قبل، ومن المحتمل أن بعض حوادث التاريخ هي التي أوقفت الحفاظ باللغة اليونانية على هذا التقليد “الغربي” الغني والحيوي وحصرت نقله إلى حد كبير في اللاتينية والسريانية. “إيب وفيي ص 58-60”
أنواع القراءات المهمة “الاختلافات النصية”
وتندرج الاختلافات النصية تحت واحد من هذه الأنواع:
(أ) إضافة / حذف (كلمات أو عبارات أو جمل أو أقسام كبيرة)
(ب) استبدال (من الكلمات أو الزمن أو الرقم أو ما إلى ذلك)
(ج) ترتيب الكلمات (نقل الكلمات أو العبارات)
(د) أي مجموعة من (أ) و (ب) و (ج) في اختلاف واحد أي (الإضافة/الحذف) و (الإضافة/الحذف/الاستبدال) و(الإضافة/الحذف/ترتيب الكلمات) و (الاستبدال/ترتيب الكلمات) و (الاضافة/الحذف/الاستبدال/ترتيب الكلمات)
(هـ) عمليات نقل (لقسم كبير من النص من مكان إلى آخر)
(و) إعادة كتابة رئيسية لجملة أو فقرة.
ويكون العنصر المتغير واحد من الآتي: (صفة، أداة تعريف، حال، حرف عطف، كلمة مركبة، اسم، ضمير، حرف جر، اسم فاعل، فعل، صيغة منادى، إضافة/حذف كبير، إعادة كتابة كبير، قراءة شبه فردية). “إيب وفيي ص 63”