المصادر التي تعتمد عليها محاولة العثور على النص الأصلي:
أولا: المخطوطات اليونانية:
(وتشمل البرديات، ثم رقوق الأحرف الكبيرة “capital letters“، ثم رقوق الأحرف الصغيرة “small letters” من القرن العاشر فصاعدا، وأخيرا كتابات فصول القراءات الكنسية للدروس اليومية والأسبوعية).
- البرديات: كُتِبَت المخطوطات الأولى على أوراق البردي بأحرف كبيرة (أحرف أبجدية كبيرة) ، مع عدم وجود فصل للكلمات وبعلامات ترقيم قليلة أو معدومة.وهي الشاهد الأهم والأقدم على نص العهد الجديد ولأن أوراق البردي قابلة للتلف بشكل طبيعي، فإن القليل من النسخ المبكرة قد نجت حصريا واستثنائيا في الرمال الجافة في مصر. حتى الآن، تم اكتشاف قطع صغيرة أو أجزاء كبيرة من ثمانية وثمانين بردية مختلفة من المخطوطات. يتراوح تاريخها من حوالي 125 م ((P52 فيها، جزء صغير (8 كلمات) من يوحنا 18: 31-34 على وجه، 37-38 على الوجه الآخر)) إلى القرن الثامن (P41، P61)، على الرغم من أن الغالبية تنتمي إلى القرنين الثالث والرابع؛ ففي القرن الأول لا توجد أي مخطوطة، وفي القرن الثاني 2 مخطوطة وهي قصاصات صغيرة بها بضع كلمات هي المخطوطة (P52) والمخطوطة (P46)، والقرن الثالث 8 مخطوطات بها 44 نصا فقط وحتى نهاية القرن الرابع 48 بردية تحتوي مجتمعة حتى نهاية القرن الرابع على حوالي 65% من العهد الجديد. وتكون أسماؤها عبارة عن حرف (P) وبعده رقم بالبنط الصغير مرفوع عن السطر مثل (P41، P61).
- مجلدات رقوق الأحرف الكبيرة التي استخدمت من القرن الرابع إلى القرن التاسع، ويوجد حاليا 274 مجلدا معروفا ذات حروف كبيرة، تم حفظ الكثير منها بلا خلل. واحد منها فقط، وهو المجلد السينائي (حوالي 350 م)، يحفظ العهد الجديد كاملا. (ويحتوي أيضًا على رسالة برنابا وراعي هيرماس الغير قانونيتان حاليا) وتضم مخطوطة الفاتيكان الكبرى B، (حوالي 325 م) كل شيء ما عدا رسالة تيموثاوس الأولى والرسالة إلى فليمون والعبرانيين 9: 14 حتى رؤيا يوحنا، بينما تحتوي غالبيتها على أقسام من العهد الجديد، مثل الأناجيل أو رسائل بولس. ويتم تسمية هذه المخطوطات بطريقتين: بواسطة حرف كبير ورقم عربي مع بادئة صفرية. المخطوطات المعروفة الأقدم لها تعريفين على سبيل المثال، ( D-05) ، بينما تحتوي الأحدث على الرقم فقط ويبدأ أيضا بصفر (0268).
- مجلدات رقوق الأحرف الصغيرة: بحلول نهاية القرن العاشر، لم تعد النصوص بالأحرف الكبيرة تنتج. لذا فالغالبية العظمى من المخطوطات المتاحة -2795 حتى الآن، لكن هذا العدد الكبير محدود القيمة كمخطوطات لتأخر زمن كتابته. ويتم تسميتها بالأرقام العربية من ((1 إلى (2795) بدون بادئة صفرية.
وأهمية هذه المخطوطات ضعيفة جدا بالنسبة لمخطوطات البرديات ومخطوطات رقوق الأحرف الكبيرة السابق
ذكرها، وذلك بالرغم من كثرة عددها (تمثل 80% من جميع المخطوطات المتاحة) لبعد تاريخ كتابتها عن الأصل
بما يزيد عن ألف عام.
- كتب فصول القراءات الكنسية. وهي ثاني أكبر مجموعة من مخطوطات العهد الجديد. هذه النصوص ليست مكتوبة بالتسلسل القانوني المنتظم، ولكن وفقًا للدروس اليومية والأسبوعية المحددة من الأناجيل والرسائل ويوجد في الوقت الحالي 2193 مخطوطا معروفا من كتب فصول القراءات الكنسية، وأول قطعة منها يرجع تاريخها إلى القرن السادس والمخطوطات الكاملة من القرن الثامن. ويتم تسميتها بالأرقام العربية المسبوقة بـ (ℓ) مائل أو مكتوب بطريقة الحرف المتصل (على سبيل المثال ،ℓ 1599 ).
ثانيا: الترجمات القديمة (تُرجمت نسخ من معظم وثائق العهد الجديد بحلول نهاية القرن الثاني إلى اللاتينية والسريانية والقبطية. وفي القرون التالية تلتها ترجمات أخرى: القوطية، الأرمنية، الجورجية، الإثيوبية، السلافية، والعربية)، وبالرغم أن لك الترجمات مبكرا إلى حد ما، إلا أن استخدامها في استعادة نص العهد الجديد الأصلي معقد للغاية بسبب عدة عوامل: منها أنه من الصعب أو المستحيل نقل ميزات معينة في بناء الجملة والمفردات اليونانية في الترجمة. ومن ثم، لا يمكن لأحد أن يكون متأكداً تمامًا كيف كان شكل نصهم اليوناني. فعلى سبيل المثال، لا يوجد لدى اللاتينية أداة تعريف محددة ولا يمكن للسريانية التمييز بين الماضي البسيط في اليونانية والماضي التام. علاوة على ذلك، من المحتمل جدًا أن يتم إجراء أكثر من ترجمة في كل من هذه اللغات من قبل أشخاص مختلفين، في أماكن مختلفة، باستخدام نصوص يونانية مختلفة. أخيرًا، وأقدم المخطوطات الموجودة من هذه الترجمات كانت قد نسخت بعد ما يقرب من مائتي سنة بعد الترجمة الأصلية. وبالتالي فقد عانت على الأرجح مصيرها الخاص من الفساد النصي.
ثالثا: اقتباسات الأباء الأوائل (أي الاقتباسات والتلميحات إلى العهد الجديد الموجودة في كتابات آباء الكنيسة الأوائل وكما هو الحال مع الترجمات، فان فائدتها معقدة بسبب العديد من العوامل الاحترازية. ففي كثير من الأحيان استشهد الآباء بالعهد الجديد من الذاكرة، لذلك لا يمكن للمرء أن يكون دائما على يقين من أن ذاكرتهم تعكس الصياغة الفعلية للنص اليوناني. علاوة على ذلك، ربما يكون الأب قد استخدم عدة نسخ – وقد تكون مختلفة -من العهد الجديد لذا نجد استشهادات مختلفة الصيغة لنفس النص عند نفس الأب أحيانا. أخيرًا، النصوص المتوفرة من الكتابات الابائية هي أيضًا نسخ بدون وجود أصل باق لها، وعادة ما تكون متأخرة جدًا عن زمن كتابتها، وفي بعض الحالات عانت من فساد نصي واسع النطاق. “إيب وفيي ص 4-6”
مقطع فيديو يشرح عدد المخطوطات المكتشفة من العهد الجديد:
https://m.youtube.com/watch?feature=share&v=zO49aRrLxlA
البردية (P52) البردية (P46)
شكل (1): يوضح الشكل البرديتين الوحيدتين خلال القرنين الميلاديين الأولين وكلاهما قصاصة بالأحرف الكبيرة
تواريخ أقدم مخطوطات للأناجيل:
أولا: مخطوطات فيهم كمية كبيرة نسبيا من النص وممكن أن يُقرَأ ويُفهَم حتى ولم لم يكن كاملا:
بالنسبة لإنجيل يوحنا: أقدم مخطوطة هي البردية 66 من بداية القرن الثالث سنة 200م
وبالنسبة لإنجيل لوقا: اقدم مخطوطة هي البردية 75 من منتصف القرن الثالث
أما إنجيلي متى ومرقس فأقدم مخطوطة لهما هي المخطوطة السينائية من القرن الرابع
ثانيا: قصاصات صغيرة مجزأة تحتوي صفحة من النص أو أقل:
اقدم قصاصة على الإطلاق للعهد الجديد كله هي البردية 52 من سنة 125م، لكن بها حوالي 8 كلمات فقط
من إنجيل يوحنا
ولإنجيل متى هناك البردية 64 المعروفة ببردية المجدلية من سنة 200م
ولإنجيل لوقا البردية 4 من بدايات القرن الثالث
ولإنجيل مرقس البردية 45 من بدايات القرن الثالث
البردية (P4) البردية (P64) (المجدلية) البردية (P45)
السؤال: كيف انتقل النص خلال ما يعرف بالفترة المظلمة (القرنين الأول والثاني)؟
والسؤال: من هم الذين نسخوا أقدم المخطوطات هذه وأين الأصل الذي نسخوا منه؟
والسؤال: لماذا لا يوجد أي مخطوطتين على الإطلاق في كل التقليد المخطوطي تتطابق نصيا؟
والسؤال: طالما جميع النسخ المتاحة من المخطوطات المنسوخة مختلفة فيما بينها، فكيف نعرف أيها يطابق النصوص الأصلية الذي كتبها الإنجليون والتي فنت بالكامل ؟ إنه علم النقد النصي تحديدا.
من ذلك نتأكد أنه طبقا لقواعد علم الحديث الذي ابتكره المسلمون لتنقية الأخبار والآثار فإن الكتاب المقدس لا سند له على الإطلاق لا ضعيف ولا موضوع ولا مكذوب.. ونقصد بالسند سلسلة الرواه المتصلة التي نقلت النص من واحد للآخر دون انقطاع بينهم وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نعرف بها أن النص الذي وصل إلى عصر الطباعة (القرن الخامس عشر) هو نفسه الذي كتبه صاحبه. والحقيقة هي أن معظم أهم وأقدم مخطوطات الكتاب المقدس وهي البرديات الأبكر وجدت حصريا مدفونة في صحراء مصر الجافة بين أكوام القمامة وليس عليها أي توقيع يحدد صاحبها أو ناسخها ومع ذلك تم اعتمادها ..كنصوص مقدسة ……….. لا أدري كيف؟